أتابع كغيري من أنصار الحق والعدل بغضب بالغ وقائع الحملة الإجرامية التي تشنها حكومة “حزب رابطة عواميي بنجلاديش” برئاسة حسينة واجد علي قادة وكوادر الجماعة الإسلامية والتي كان آخرها إعدام العالم الجليل البروفيسور مطيع الرحمن نظامي أمير الجماعة والوزير والبرلماني السابق، يوم الثلاثاء 3 شعبان 1437 هـ الموافق 10 مايو 2016 م، وهو الإعدام لخامس شخصية كبري من قادة الجماعة، فقد سبقه إعدام الأمين العام للجماعة البروفيسور عبد القادر ملّا، والعالم الجليل “علي أحسن مجاهد” أمين عام الجماعة الذي خلفه، والسيد محمد قمر الزمان والسيد صلاح الدين قادر تشودري العضو السابق في المجلس النيابي، رحمهم الله أجمعين وجعلهم في عداد الشهداء، ذلك بالإضافة إلى أحكام الإعدام الصادرة بحق عدد آخر من قادة الجماعة.
 
وإذ أعلن إدانتي الشديدة لجريمة إعدام أمير الجماعة الإسلامية ومن قبله رفقاء دربه وإخوانه في قيادة الجماعة ومن كوادرها فإنني أتقدم بخالص العزاء والمواساة لأبناء الجماعة الإسلامية في بنجلاديش وفي دول شبة القارة الهندية وأسرة الفقيد الراحل وتلامذته ومحبيه في أنحاء العالم.
 
وأؤكد تضامني الكامل مع الجماعة الإسلامية في نضالها السلمي دفاعا عن الإسلام وثباتها علي طريق الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والعمل علي ترسيخ الهوية الإسلامية ضد المخططات الرامية لاقتلاع الإسلام من بنجلاديش ذلك البلد الإسلامي الكبير، وفرض العلمانية والهندوسية عليه بإلغاء مواد الدستور المعبرة عن إسلامية البلاد أو ارتباطها بالعالم الإسلامي، وتنفيذ مخطط متكامل لتجفيف منابع التعليم الإسلامي، وإغلاق العديد من المؤسسات التعليمية والخيرية.
إن شعوب شبه القارة الهندية المسلمة و في القلب منها شعب بنجلاديش الحبيب هم – ككل الشعوب الإسلامية – إخوتنا في الدين والعقيدة، ورغم ما نتعرض له في مصر من سجون واعتقالات ومطاردات ومصادرات، فإن ذلك لا يمنعنا من متابعة ما يجري بحق الجماعة الإسلامية في بنجلاديش الحبيبة ولا يمنعنا من التضامن معهم بكل ما نملك.
 
إنها حرب شعواء تشنها القوي المعادية للإسلام والعاملين له في بقاع عديدة من العالم، وإننا علي يقين من أن تلك الحرب ستبوء بالفشل والخسران وسينصر الله دينه ودعاته، وسيعود الإسلام عزيزا قويا وسيعم نوره الأرض وتنعم البشرية بعدله.