الحمد لله وحده، والصلاة والسلام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوان المسلمون …… أيتها الأخوات المسلمات

يا من آمنتم بسمو دعوتكم، وقدسية فكرتكم، وعزمتم صادقين على أن تحيوا بها، وتعملوا من أجلها، أو تموتوا فى سبيلها , يا من حملتم دعوة الله، وتجاهدون فى سبيل نصرة دينه : إن من حق المسلم على أخيه ألا يسلمه لظالم , وإن بيعتنا و أخوتنا فى الله لتوجب علينا أن نتحرك لدعم إخواننا وقياداتنا وأن ننزل في كل الميادين لنرفض هذا الظلم وندعم صمودهم الرائع وهم يتعرضون لمؤامرة النظام المجرم لتصفيتهم , ونحن لهم فداء بإذن الله، لن نسلمهم، وسنضحى بكل ما نستطيع لنحميهم و ندفع عنهم مكر الظالمين ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ (إبراهيم :46) ﴿فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام﴾ (إبراهيم : 47) , وسنستجيب لنداء الله تعالى﴿انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (التوبة: 41) ولن نتثاقل بإذن الله تعالى، ونحن على يقين فى نصر الله عز وجل ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب﴾ (البقرة : 214).

الأخوة و الأخوات
إن أول ما نحتاجه في هذه الظروف الصعبة التى تعيشها دعوتنا هو الإيمان و اليقين الكامل بالله و نصره لدعوته، إيمان بالله الواحد القادر الفعال لما يريد﴿ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون﴾(القصص:5).

إيمان بأن ﴿تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين﴾(القصص:83).
إيمان بأن المستقبل لهذا الدين﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾(غافر:51).
إيمان بأن فكرتنا هي أعظم الفكر، وأن طريقنا هو أفضل الطرق ﴿صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون﴾(البقرة:138) ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون﴾ (الأنعام:153).

إيمان بالمبدأ ومعرفة به.. يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره.
إيمان يدفع إلي الصبر في مواقف الشدة والتضحية في سبيل المبدأ من غير بخل ولا طمع، والتمسك بحبل الله المتين حين تموج الحياة بالفتن.

الأخوة و الأخوات
لا ترهبكم قوة أعدائكم ولو كثرت عددًا وعدة، فالله ولي المؤمنين يمدهم بجنده، ويؤيدهم بنصره. (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ)(الفتح:4)،(الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)(النساء:76)، (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرَّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)(الأنفال:12)، (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ)(آل عمران:160). ونحن في الحقيقة ستار لقدر الله ونصره، ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله، ولا تيأسوا (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) فلا وجود لكلمة اليأس في قاموس المسلمين، إنما هي دورات وأيام، وفي كل أحوالنا نحن متفائلون مطمئنون، ونحن سعداء أننا ننتمي لهذا الدين، ونقرأ هذا القرآن، ونتبع هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ونؤمن أن الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ونعتقد أن الله بالغ أمره، ونتيقن أن العاقبة للمتقين.

الأخوة و الأخوات
ضعوا أيديكم في يد إخوانكم صفا واحداَ، وارتبطوا معهم بقوة برباط الأخوة الصادقة في الله، لتكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، فتفوزوا جميعًا بحب الله ونصره مصداقًا لقول الله: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ)(الصف:4).
وتمثلوا حال المجاهدين الأولين من الأنصار والمهاجرين، وما كان بينهم من حب وأخوة وإيثار ضرب الله بها المثل في قرآنه الكريم: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر:9).
لا تسمحوا للشيطان أو لأعداء الله أن ينالوا من هذا الحب وهذه الأخوة فتوجدوا لهم بذلك ثغرة إلى الصفوف, واستعينوا بالله ولاتعجزوا، وثقوا في نصر الله تعالى لكم.
والله أكبر و لله و الحمد.