واقع سيناء وما يعانيه أهلها ، يجعل لها خصوصية في التعامل معها ، فإذا أضيف لذلك موقعها الجغرافى ومجاورتها للكيان الصهيوني ، أصبح لها أولوية وخطورة فائقة .

1) أهل سيناء الأصليين يحملون منذ فترة مشاعر غير جيدة تجاه الدولة المصرية :

أ- فمنذ عادت السيادة لمصر عليها ، وهم يعانون الإهمال الشديد .

ب- انتقال أهالى الوجه البحرى إلى سيناء وامتلاكهم الوظائف والمشاريع ، أثرَّ سلباً عندهم .

جـ- قانون الدولة بعدم الاعتراف بتملكهم الأراضى في سيناء ، وإنما هي مسألة وضع يد .

د- الإدارة المصرية التي تتعامل معهم في منتهى السوء ، وخاصة المخابرات الحربية وأمن الدولة .

2) أهل سيناء يعرفون بعضهم جيداً ، ويعرفون اتجاهاتهم ، فالعناصر التكفيرية أو الجهادية معروفة لديهم ، والعناصر التابعة لليهود كذلك ، وهم – أي تلك العناصر – تملك المال والسيارات ، وتذهب ليلاً للسهر في كباريهات بير سبع الإسرائيلية ، ثم تعود في اليوم التالى .

– اشتغال مجموعات وعناصر منهم في التهريب : تهريب السلاح ، تهريب المخدرات إلى داخل إسرائيل – تهريب البشر – تهريب احتياجات غزة المحاصرة .

وتجارة البشر – وهى نقل المهاجرين من أفريقيا إلى إسرائيل للعمل أو بعض النساء الروس – تحمل تجاوزات إنسانية خطيرة في تعذيب من ينقلونهم إلى داخل إسرائيل إذا لم يدفعوا كامل المبالغ التي اتفقوا عليها ، وصل الأمر إلى التجارة بأعضائهم .

والعجيب أن إسرائيل رغم إجراءاتها في مقاومة ذلك ، لكنها تحسن استقبالهم ، وتزرع في نفوسهم الحقد تجاه المصريين لما فعلوه بهم .

والإدارة المصرية ، وخاصة الجهات الأمنية ، تأخذ حصة من أرباح تلك التجارة ، بل أحياناً تكون شريكاً أصيلاً .

3) نظام القبيلة والعشيرة واللجوء لزعيمها وللعرف الذى توارثوه هو السائد .

وبعض هؤلاء الرؤساء شخصية سيئة ، له علاقاته مع الأمن ، أو له هوى وميل لليهود .

4) حالياً ما يحدث في سيناء على يد الجيش المصرى ، هو في منتهى الخطورة ، ولا نعلم بالتحديد مدى أبعاد المؤامرة التي تواطأ الجيش فيها مع اليهود . والمسألة ليست مجرد موضوع الأنفاق ، وإنما هو أمر أوسع من ذلك بكثير .

هناك تدمير كامل لمدن وقرى قريبة من الحدود أهمها مدينة رفح التي تم تدميرها بالكامل ، ومدينة الشيخ زويد ، وقرى أخرى .

تدمير كل مصادر العيش لهم ، وأهمها مزارع الزيتون والمراعى والثروة الحيوانية ( الأغنام ) وكأن هناك اتجاه لتهجيرهم من سيناء .

الجيش حالياً لا يقتل إرهابيين أو جهاديين ، وإنما يقتل أهل سيناء العاديين ، يعتقل العشرات ويعذبهم ثم يقتلهم ويرمى بجثثهم . وما يحدث منهم هو مجرد رد فعل ضعيف في نتائجه تجاه تلك الحملة المسعورة .

والقوات المصرية تقوم بتنفيذ تلك الحملة بمنتهى الوحشية ، فيذبحون النساء والأطفال والعجائز في عششهم .

مما تكّون وتولّد لدى أهل سيناء كراهية شديدة للجيش المصرى وثأر لا يمكن أن يخمد .

ويستخدمون في شحن الجنود ضد أهل سيناء عملية قتل 30 جندي مصري في شهر أغسطس 2013 ( فى كرم القواديس ) ، وهو نفس التاريخ في سنة 2012 تجاه مذبحة قتل 16 جندي مصري ، والمشتبه في تنفيذه المخابرات الحربية .

مما يثير الشبهات أنها من فعل المخابرات الحربية لتحقيق هذا الغرض ، ويقولون للجنود أن هؤلاء يهود وقد قتلوا إخوانكم .

5) وبالتالي فلابد أن يكون هناك تصور واضح وشامل وسريع في التنفيذ بخصوص سيناء ، عند عودة الشرعية .

أولاً : على مستوى الإدارة :

يجب فوراً تغيير كل الطاقم الإدارى ، بدءاً من المحافظ ورؤساء المدن ، وعناصر أجهزة الأمن والمخابرات ( عامة أو حربية ) وأمن الدولة ، إذا كانت لا تزال موجودة .

ثانياً : تشكيل لجنة موسعة من رؤساء العشائر أو القبائل ، ومن الأجهزة الأمنية الجديدة  ، ومن الإخوة مع الجهاز الإدارى ( رؤساء مدن أو محافظ ) تلتقى دورياً لسرعة حل ّالمشاكل وإنهائها .

ويجب في هذا التواصل عدم الاقتصار على رؤساء القبائل فقط ، وإنما إشراك رؤساء عشائر خاصة بالقبيلة ، لعدم احتكاره الصلة وتوظيفها لمصلحته .

ثالثاً : وضع أجندة عاجلة لمشاكل ومتطلبات أهل سيناء المُلِحَّة ، وسرعة تنفيذها .

رابعاً : قيام الجيش فوراً وعلى حساب ميزانيته ببناء كل ما هدمه من منازل – على أحسن ما يكون – وفى زمن قصير ، ثم صرف تعويضات مناسبة للأثاث والثروات التي دُمرت .. وكل ذلك من ميزانية الجيش . ولحين إتمامه توفير إقامات مناسبة لهم ومبالغ يصرفون منها للعيش .

من الأهمية اعتذار الجيش لهم عما حلّ بهم .

خامساً : عند بناء القرى والمنازل التي هُدمت يراعى فيها الجانب الدفاعى – إذا قامت الحرب مع العدو الصهيوني – وذلك في طبيعة البناء ، وفى وجود بدروم مناسب ، .. إلخ .

سادساً : النظر إلى سيناء – في آلية تعميرها – من الناحية العسكرية ، وأن تراعى المنشآت ذلك ، فيتم إنشاء سلسلة من ” القرى الدفاعية ” . وكذلك مدّ شبكة من الطرق ، وزراعات النخيل وغيرها ، وذلك وفق خريطة دفاعية يتم إعدادها .

ودراسة إمكانية مدّ السكة الحديد ، كوسيلة مواصلات داخل سيناء ، والاهتمام بموضوع المياه . وهل يمكن عمل نفق آخر تحت القناة ، في النصف الشمالى منها ؟ ، وهل يمكن أن يشمل خط سكة حديد ؟ .

سابعاً : يراعى في المشاريع التي تتم توظيف جميع أهالى سيناء ، حتى وإن كانت الوظيفة مجرد حراسة لمنشأة .

وتعديل قانون تملك الأراضى هناك ، وزيادة المدارس والوحدات الصحية ، حتى ولو كانت تخدم عدداً قليلاً .

ثامناً : العناصر التكفيرية والجهادية ، لا ينفع معها العنف ، وإنما لابد من التواصل معها وإيجاد مساحة مشتركة وتحديد لجنة عليا لهذا التواصل ، وأن يتم إقناعهم بالمشروع الجهادى بعيد المدى . ولا مانع من استخدامهم كوسيلة ضغط أو ضرب في إسرائيل عندما تعتدى على غزة أو تتجاوز في علاقاتها .

ولابد من معرفة خريطة اتجاهات أهالى سيناء ، وذلك بالاستعانة بالعناصر المخلصة منهم ، وبالإخوة هناك .

تاسعاً : لابد من مراجعة الملحق الأمني الخاص بسيناء وتعديله .

عاشراً : تغيير اللجنة الأمنية المشرفة على معبر رفح ، وأن تكون من عناصر وطنية ، ورئاستها للإخوة مع تواجدهم أيضاً في العضوية .

وأن يتم توسيع المنفذ لعدة بوابات ليسهل عملية الحركة للأهالى وللسيارات . وأن يتم فتحه يومياً وإزالة المعوقات .

حادى عشر : لابد من الإسراع – بوسائل متعددة ومنها الأنفاق – بتسليح حماس ، ومدّها بمضادات الطائرات واللنشات البحرية المسلحة .. وغيرها ، مع أخذ الاحتياطات اللازمة ، فهذا أمر حيوى وهام ولا يجب التأخر فيه .

إن معركة سيناء يجب أن نبدأ العمل لها منذ اليوم الأول لعودة الشرعية ، وألا نتأخر في ذلك فهى معركة قادمة .