هذا الملف يشمل المواضيع الآتية:
أولاً : تحليل للأهداف والمواقف.
ثانياً : السيناريوهات الواردة.
ثالثاً : المتطلبات والاستراتيجيات الأساسية.
رابعاً : الرؤية بشأن خطة العمل.
- وهذا الملف مطروح للمناقشة والإضافة والدعم
أولاً : مدخل لدراسة الواقع والسيناريوهات المحتملة
وصف الواقع :
- المعركة القائمة ليست بين طرفين محدودين : هما الإخوان ، والانقلاب ممثلاً فى المجلس العسكرى ورئيسه ، بل هى بين المشروع الإسلامى وعلى رأسه الإخوان المسلمين – ومن يؤيدهم من قوى وطنية – وبين الدولة العميقة (الممثلة أساساً فى : الداخلية – القضاء – الإعلام- مؤسسات اقتصادية وسيادية … إلخ) وعلى رأسها أو تساندها المؤسسة العسكرية والفلول والكنيسة والأحزاب والقوى السياسية التى أيدت الانقلاب (وهناك تعبير آخر الصراع بين المشروع الإسلامى والمشروع الغربى العلمانى).
- كما يتلقى الانقلاب العسكرى دعماً إقليمياً قوياً ، على رأسه الإمارات والسعودية ، ويقف فى الخلف لدعمه تأييد واسع – من الناحية العملية والواقعية – من النظام الدولى الغربى – رغم معارضة كثير من الإعلاميين والسياسيين فى الغرب لهذا الانقلاب – وعلى رأس هذا التأييد أمريكا وهى صاحبة قرار الانقلاب فى الأصل.
- هذه الهجمة على المشروع الإسلامى لا تقتصر على مصر فقط ، بل تمتد إلى كل المنطقة ، فى ضوء خطة أمريكية صهيونية لإعادة تشكيل المنطقة من جديد.
أهداف الطرفيين :
الجهة المعادية :
هدف هذه الهجمة والذى بدأ بالانقلاب العسكرى فى مصر ، ليس فقط إزاحة وإبعاد الإخوان عن مقعد الرئاسة والحكم ، وإنما توجيه ضربة كبيرة للمشروع الإسلامى لمحاولة استئصاله أو إضعافه إلى أقصى حد ممكن ، وإبعاد الإخوان عن ساحة التأثير فى المجتمع فى جميع المجالات لعدة سنوات قادمة – المتوسط 10 سنوات – والقضاء على رموزها وكوادرها السياسية والاجتماعية والدعوية التى لها ثقل فى المجتمع وذلك بأحكام الإعدام والمؤبد , وضرب هيكلها وتنظيمها وتغييب الآلاف داخل السجون ، وقتل الآلاف من أفرادها ، وضرب كل منافذها ومؤسساتها الإعلامية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، حتى تفقد إمكانية الحركة والتأثير ، ويمثل ذلك أكبر هجمة تواجهها الجماعة عبر تاريخها الطويل.
إسرائيل هدفها الاستراتيجى بالاضافة لذلك تدمير مقدرات الدولة المصرية ، حيث لم يبق من أضلاع مثلث دول المواجهة إلا مصر – تم تحطيم العراق وسوريا –.
أما أمريكا فهدفها الاستراتيجى أن يستقر الحكم فى مصر على يد أحد الرجال التابعين لها لتكون شريكة فى القرار ، فإذا لم يتحقق ذلك فإنها لا تعارض فى حدوث الفوضى فى مصر بل تساعد على ذلك ، خاصة وأن مصر لم تصبح صاحبة القرار المؤثر فى الدول العربية ، كما أن السياسة الامريكية فى المنطقة تتم بالتنسيق مع إسرائيل.
أهدافنا :
بعد استيعاب الواقع ، وأهداف الجهة المعادية وطبيعة المعركة ومنهجية الإصلاح التى يتبناها المشروع الإسلامى ، فإن أهدافنا تتمثل فى:
- كسر الانقلاب العسكرى وحكم العسكر.
- عودة الشرعية بالمفهوم الشامل ، وذلك لتحقيق أهداف أساسية:-
أ- إرساء مبدأ الحرية واحترام إرادة الامة.
ب- تفكيك الدولة العميقة.
ج – إعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية.
د- تصحيح الصورة الذهنية عن حكم د. مرسي (لدى القاعدة الإسلامية العريضة , ولدى الشباب).
ه-حماية مشروع المقاومة الفلسطينية مما يُدبر له من مؤامرات.
- القصاص العادل من المجرمين وقتلة الثوار.
- عودة الجماعة ، وكل مكونات تحالف دعم الشرعية ، لكامل حريتها واستعادة كافة منافذها.
- إرساء قواعد الحرية وضمان نزاهة الانتخابات .
- حماية المشروع الاسلامى والقيم الاسلامية فى المجتمع.
أما مجرد تغيير شخص الحاكم مع بقاء سيطرة المؤسسة العسكرية بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو حتى التسليم ببقاء الدولة العميقة ، فإن هذا لايمثل كسراً للانقلاب ، وليس مطروحاً بل هو التفاف حول الأهداف.
ما يمتلكه كل طرف من عوامل القوة والضعف
جهة الانقلاب :
- يشكل التأييد الدولى والإقليمى ، وتقديم الدعم المالى من دول الإقليم ، أحد جوانب القوة كذلك الغطاء الدولى لحمايته من المسائلة على جرائمه ضمانة تجعله يتحرك دون حسيب أو رقيب … ، لكن بالنسبة للدعم الإقليمى فهناك متغيرات بدأت تظهر على الساحة:
- فالسعودية فى ظل القيادة الجديدة وظهور مشكلة اليمن ، أخذ دعمها يتناقص إلى حد كبير ، والإمارات مع إمكانياتها أصبحت لا تثق فى تصرفات قيادة الإنقلاب التى تستقبل الدعم ، وبالتالى أصبح الدعم له شروط وعليه رقابة.
- تغيير استراتيجية أمريكا فى المنطقة وحرصها على وجود إيران كقوة إقليمية لها دور مع بعض الخطوط الحمراء ، بدأ يسبب قلقاً للسعودية والإمارات ، متغيرات الواقع فى العراق والشام ، قد يشهد مفاجآت لبعض تلك الدول ، وظهور دويلات لكل منها أجندة خاصة, وهو مايسبب قلقاً عند النظام السعودى والذى يشترك معهم فى حدود طويلة مفتوحة بالإضافة إلى مشكلة اليمن.
- مازال الإعلام التابع له قوياً ومؤثراً فى قطاع من الشعب , ومازال إمساكه بالسلطة قوياً.
- تناقص التأييد الشعبى – والذى اجتهد الإعلام فى صنعه – بالنسبة للسيسى والانقلاب ، بصورة كبيرة نتيجة لاستمرار المشاكل والأزمات , وظهور كذب الادعاءات ، لكن هذا التناقص لايصب كله فى مصلحة تأييد ثورة الشرعية.
- تذمر كثير من القوى التى ساندته لأنها لم تاخذ حظها من الكعكة كما كانت تتوقع ، وأهم هذه القوى: الفلول ، ومازال الجميع ينتظر تكوين البرلمان والذى سيكون له آثار سلبية على النظام الانقلابى.
- استمرار الوضع الحالى فى الشارع – رغم ضعفه النسبى – إلا أنه يؤكد على فشل النظام فى تحقيق السيطرة والاستقرار ، كما يشكل ذلك عبئاً مستمراً على أجهزة الأمن والشرطة فى النظام (لكنها بعيدة عن إحداث انهيار أو فشل فيها).
- الملفات التى تولاها النظام على المستوى الإقليمى كل نتائجها ضعيفة حتى الآن : ملف ليبيا – ملف سيناء – ملف الإرهاب فى المنطقة.
- تطور الأحداث فى سيناء يؤهلها لتكون أحد نقاط الاستنزاف للجيش والدولة المصرية.
- وجود عدد من الشخصيات – من المؤسسة العسكرية – يطمح لكى يكون بديلاً للسيسى ، لكن الجهات الدولية العليا صاحبة القرار مازالت تؤيد وتدعم السيسى وتضبط هذه التطلعات لديهم ، لكن لا تقفل الباب تماماً.
- فشل إنشاء التيار الثالث على أرض الشارع وتقويته – لا للإخوان .. لا للانقلاب – كمحاولة لسحب البساط من تحت أقدام ثورة الشرعية.
- الدولة – رغم الدعم الكبير الذى تلقته – لكن هناك بوادر أزمة اقتصادية خاصة بالدخل القومى وزيادة العجز فى الموازنة.
- أمريكا ستدخل انتخابات رئاسية فى 2016 ، والمتوقع صعود شخصية من الحزب الجمهورى للرئاسة ، والحزب الجمهورى عدد العناصر ذات الميول الصهيونية فيه كبير – أكبر من الحزب الديمقراطى – ، والكونجرس أصبحت الأغلبية فيه من الحزب الجمهورى ، وبالتالى احتمالات تغير السياسة الأمريكية لصالح الديمقراطية ضعيف.
ثورة الشرعية :
أصحاب المشروع الاسلامى لهم موازين أخرى مستمدة من كونها دعوة ربانية , وإنما على أرض الواقع نرصد هذه النقاط:
- استمرار الحراك الرافض للانقلاب بالشارع ، ونسبة كبيرة فيه ليست من الإخوان ، وظهور النساء والفتيات بصورة ملحوظة ، رغم كل التهديدات وما يتعرض له من اعتداء واعتقال ، وهذا الآداء وذاك الإصرار من أهم علامات القوة وكان مفاجئاً لجميع الحسابات عند الاخرين.
- استمرار هيكل الجماعة وتنظيمها رغم الضربات الشديدة التى وجهت إليها ، وتصعيد الشباب ووجود قيادات بديلة.
- إصرار القاعدة الشعبية التى تتحرك بالشارع على تحقيق الأهداف وعودة الشرعية والقصاص من المجرمين وعدم التنازل أو التراجع عن ذلك.
- قوة الشباب وحماسهم , وظهور طلاب جامعة الأزهر بهذا الثقل بين جميع الجامعات.
- حالة الثبات المعنوى والتمسك بمقاومة الانقلاب والسكينة النفسية التى أنزلها الله على الإخوة المعتقلين ، هى من نعم الله علينا ومن مصادر القوة.
ومن نقاط الضعف المرصودة الاتى :
- تراجع الحاضنة الشعبية نسبياً نتيجة إراقة الدماء فيما سمى بالعمليات النوعية كرد فعل على تصرفات الأمن ، ومن نتائج ذلك عدم زيادة أعداد المتظاهرين بصورة كبيرة.
- وجود بعض جوانب الخلل التنظيمية فى المستويات الإدارية – انتظام لقاءاتها – ، وكذلك فى انتظام الأسر التربوية.
- ضعف معدلات النمو وإدخال عناصر جديدة للصف.
- وجود عناصر كثيرة دون توظيف فعال وانقطاع مسارات التواصل الفعال مع فئات كثيرة من الشباب.
- ضعف القدرة الإعلامية التى نمتلكها , فالقنوات الفضائية المؤثرة التابعة لنا ليست واسعة الانتشار , ولايراها غالباً إلا المؤيدين لنا , مع ضعف وسائل الإعلام الأخرى (توزيع البيانات – الحركة الفردية فى المجتمع … إلخ).
- حدوث اختلاف فى وجهات النظر تجاه بعض المسائل ، وخروج البعض على الضوابط الأساسية والمؤسسية فى العمل.
- من نقاط التهديد المتوقعة تخلص النظام من القيادات بإعدامهم – وعلى رأسهم الرئيس الشرعى قد يؤثر على حيوية وزخم المطالبة بعودة الشرعية ليتحول الأمر إلى مجرد كسر الانقلاب أو تغيير أشخاص.
ولا يعنى ذكر هذه النقاط التسليم لها وإنما العمل الجاد على علاج نقاط الضعف والاستفادة من نقاط القوة ومواجهة مصادر التهديد.
ثانياً : السيناريوهات الواردة
بعد هذا الاستعراض الموجز لابد أن نضع كل السيناريوهات فى الحسبان ، حتى لا نكرر خطأ التعامل مع سيناريو الانقلاب العسكرى ، لكن مع التركيز على السيناريو الراجح أو المختار ، وأبرز هذه السيناريوهات :
- حدوث ثورة شعبية قد تفوق ثورة 25 يناير – تقترب مما حدث فى الثورة الإيرانية – تطيح بمؤسسات الدولة العميقة المتحكمة ( الداخلية – الإعلام – المجلس العسكرى ) ، وانفراط عقده أو وقوف المؤسسة العسكرية على الحياد أمام قوة الثورة ، وبذلك تتمكن الثورة من السيطرة على نظام ومؤسسات الدولة.
وهذا يتطلب: قدرة على تعبأة الجماهير بمئات الآلاف والملايين , قدرة فعلية على السيطرة ومواجهة الداخلية وغيرها من المؤسسات.
الواقع الحالى ليس فيه مؤشرات بقرب هذا التثوير الجماهيرى الكبير ، لكن لابد أن نعمل عليه مهما كانت الإمكانيات (أحد دروس 25 يناير).
- استمرار آلية القمع والقتل من الانقلاب واستمرار المظاهرات الرافضة له مع تناقص أعدادها بالتدريج حتى تصبح غير مؤثرة ، أى حدوث نجاح ظاهرى للانقلاب وانطفاء نيران الثورة تقريباً لتصبح تحت الرماد لحين تأتى أحداث بعد سنوات لتفجرها من جديد.
هذا السيناريو يتوقف على مدى قوة الثوار وقدرتهم على الاستمرار وتنظيم صفوفهم لإفشاله.
- بروز شخصية أخرى تتولى الحكم – بدعم غربى – وذلك بعد انتهاء السيسي من تحقيق المهمة المطلوبة منه (من قتل وإعدامات وسجن ومصادرة للتيار الإسلامى) .
وفى هذا السيناريو يتم الإطاحة به ، ويتولى الحكم إما شخصية عسكرية أو مدنية تابعة للغرب مع اقتسام المؤسسة العسكرية السلطة معه (وهذا السيناريو هو الراجح عند الغرب).
والمتوقع فى هذه الحالة المحافظة على مؤسسات الدولة العميقة ، إجراء مصالحة شكلية بالإفراج عن بعض المعتقلين ، ومساحة قليلة – تحت ضوابط أمنية – من الحركة للتيار الإسلامى ، مقابل تهدأة الحالة غير المستقرة.
المتوقع من سنة إلى سنتين لحدوث مثل هذا السيناريو.
نجاح هذا السيناريو يتوقف على مدى قبول الثوار لهذه الصور المتحركة أو إصرارهم على مواصلة ثورتهم وتحقيق أهدافها ، أو يكون البديل هو الاستسلام والتسليم.
- تطور الحالة الثورية وزيادة زخمها وقدرتها على شل الحياة تقريبا فى المجتمع ( عصيان مدنى – سيطرة على مؤسسات – سيطرة على الطرق والمواصلات – مظاهرات حاشدة واعتصامات … إلخ ) دون الدخول فى اشتباك مفتوح مع الجيش أو الشرطة.
وهذا يعنى حدوث تضحيات كبيرة وفشل الداخلية فى إعادة السيطرة , مما يتطلب تراجع الانقلابيين ورضاهم بالتفاوض مع الثوار لإيجاد مخرج (أى تفاوض الجلاد مع الضحية).
أو دخول طرف ثالث: إقليمى وله تأثير على الانقلابيين لإيجاد حل وسط – السعودية مرشحة لذلك , وإن كان هذا غير مؤكد – وبالتالي تغيير السيسى قد يصبح أمراً وارداً ، لكن عودة الشرعية بكامل صلاحيتها قد تصبح فى الغالب مستبعدة – خاصة فى حالة إعدام الرئيس –.
وطبيعة التفاوض تفرض أنه سيكون هناك تنازلات من كلا الطرفين وأهمها ألا تحكم الثورة ، وبالتالى بقاء الدولة العميقة , والقصاص من المجرمين قد لا يتحقق أو يتم بصورة ضعيفة , ولا ينتهى الأمر عند هذا الحد فقد يمثل ذلك تراجع تكتيكى من الجهة المعادية للشرعية ومن الدولة العميقة لحين إطفاء حدة الثورة وقوتها , وقد يعرضون مشاركة هزيلة فى الحكومة التى سوف يشكلونها.
وبالتالى هل تملك الثورة القدرة على الانقضاض والسيطرة بعد هذه التهدئة الشكلية؟ وهل تملك المحافظة على ثورية هذا القطاع الواسع من الشعب؟ فلا تنام أو تهدأ حتى تحقق كامل أهدافها (وعندنا تجربة ثورة 1919 وكيف استوعبها الانجليز ؟).
وهل تستطيع أن تضمن قواعد الحرية ونزاهة الانتخابات ، أم نعود لندور فى الحلقة المفرغة كالحال أيام حسنى مبارك؟
إذا كانت الثورة تملك هذا المستوى الذى يجعل الآخرين يطلبون التفاوض ، فعليها أن تستمر وتحصل على أهدافها كاملة ولا تخدعها الوعود.
كما أن المعروف عن طبيعة العسكر أو الدكتاتور أنه لا يلجأ للتفاوض إذا أحس بالضغط الشديد وفشل فى إيقاف الثورة ، بل يلجأ للمناورة وإلى مزيد من استخدام القوة (مثال بشار الأسد وشاوشيسكو وغيرهم …) .
حالياً : لاتملك الثورة بوضعها الحالى دون تطوير هذه القدرة – سواء قبل أو بعد المفاوضة – لتدفع الأمور لهذا السيناريو وإدخال طرف ثالث ليشرف على المفاوضة ، والذى قد ينتهى بصورة فى غير صالحها ، فالتفاوض دائماً لابد أن يحمل قدراً من التنازل ، وحيادية الطرف الثالث غير مضمونة فى الغالب.
- حدوث ما يشبه الحرب الاهلية أو الصراع الدموى المفتوح لتتكرر تجربة الجزائر أو الوضع فى سوريا , وبذلك تدخل مصر إلى مرحلة الفوضى والتخريب المدمر والذى قد يؤدى إلى الوضع الخطير والمخالف لمبادئنا وشدة إجرام النظام فى إراقة الدماء , وانزلاق كثير من الشباب فى الرد دون وعى لهذا السيناريو , ودخول أطراف خارجية – بعضها مشبوه – داعمة لذلك لتحقيق هدف أساسى عندها.
وهذا السيناريو قد يكون مرشحاً للحدوث فى حالة تطور الأحداث فى ليبيا وسيناء ، وبالتالى فإن يقظة الجماعة ووجود رؤية واضحة عندها وانضباط التنظيم ، عوامل أساسية لمنع هذا الاستدراج.
- حدوث انهيار مفاجئ للسلطة بعيداً عن حركة الثوار ، وقد يحدث مثل الشلل أو الانهيار فى إحدى الحالات الآتية :-
- حدوث ثورة الجياع : الشريحة الفقيرة ومعهم قطاع كبير من البلطجية – خاصة التى يحميها الأمن – قد تتحرك تحت ضغط الحالة الاقتصادية , ويأتى حدث يبدأ بسيطاً فإذا بالإنفجار يحدث.
- حدوث صراع شديد على السلطة داخل المؤسسة الحاكمة ، وبالتالى يحدث شلل فى أغلب مؤسسات الدولة.
- توقف الدعم الخارجى نتيجة لمتغيرات إقليمية مع حدوث أزمات كبيرة تعجز الحكومة عن التعامل معها ( السيولة النقدية – الطاقة – القمح … إلخ ) مع انخفاض شديد فى الدخل القومى.
- تطور أحداث سيناء بشكل مفاجئ قد تعيد معه إسرائيل احتلال سيناء ، أو تدويل القناة ، مما يؤدى إلى انهيار وضعف مفاجئ للنظام.
- قيام فئة من داخل المؤسسة العسكرية بالإطاحة بالسيسى ومن معه اعتراضاً منها على ما تنزلق إليه البلاد ، وتطلب مساندة ثورة الشرعية لها.
فى كل هذه الأحوال من هذا السيناريو سيصبح الواجب على التيار الاسلامى وثورة الشرعية التقدم لإنقاذ البلاد من الفوضى وإحكام السيطرة ، وإلا سيخسر الجميع ، وبالتالى لابد أن تمتلك مسبقاً القدرة على السيطرة.
أما بالنسبة لآخر نقطة فرعية فى هذا السيناريو فهناك رفض كامل لسيطرة العسكر أو أن يقتسموا السلطة معهم , وبالتالى يجب أن تكون الثورة قادرة على مواجهة ذلك الاحتمال أيضاً واستغلال تلك الفرصة لفرض إرادتها وسيطرتها كاملة.
تعليق :
إذا كانت السناريوهات الأول والرابع والسادس بتفريعاته تمثل مجالاً للإنجاز والحركة لثورة الشرعية , فإن السيناريو الذى تعمل عليه الجماعة هو امتلاك الأوراق ومساحة الضغط التى تعدل من أى سيناريو من هذه السيناريوهات لتتحكم هى فيه وتحقق كامل أهدافها وليس مجرد الانحسار فى سيناريو واحد لا يحقق ذلك.
ونوجز العوامل المؤثرة فى المشهد ، والمطلوبة فى مواجهة السيناريوهات ، فيما يلى :
- المتغيرات الإقليمية والتى قد تتسارع بها الأحداث أو تأتى بمفاجأت.
- انفجار الأزمات الداخلية سواء داخل السلطة أو فى الجانب الاقتصادى.
- ثبات ثورة الشرعية واستمرارها.
- قدرتها على امتلاك آليات التأثير الفعال والتغيير والضغط على النظام ( إعلامى – سياسي – قانونى – شعبى – دولى – اجتماعى – اقتصادى …).
- القدرة على السيطرة إذا انهارت الأمور أو سمحت بذلك الأحداث.
وبالتالى تكون الاستراتيجيات التى تعمل عليها الجماعة وتتعامل بها مع المستجدات هى :-
- استمرار ثورة الشرعية وثباتها وعدم تراجعها وتقوية الحاضنة الشعبية لها.
- تطوير آلياتها.
- رفض أى تنازلات أو تراجعات عن أهدافها.
- أهمية بناء وتقوية الجماعة لقدراتها التربوية والتنظيمية والحركية والإعلامية والحرص على وحدتها.
- البعد عن إراقة الدماء وعدم الانزلاق إلى ذلك.
- امتلاك الجماعة ” القوة ” بالمفهوم الشامل الذى عبر عنه الإمام البنا فى رسالة المؤتمر الخامس.
- الاستعداد لانتهاز الفرصة عند تغير موازين القوى أو الوضع الإقليمى.
- تطوير الآليات لامتلاك القدرة على السيطرة إذا سمحت بها الظروف المتغيرة والمفاجأة.
- وجود الرؤيا المتكاملة لآليات التغيير والتطهير والبناء والإصلاح عند نجاح الثورة ، كما يقتضى هذا عمل تقييم حقيقى لفترة الرئاسة السابقة (د . مرسي) ، وتحديد الأخطاء حتى لا يتكرر حدوثها.
- العمل على تحقيق اصطفاف واسع مع القوى السياسية والوطنية الرافضة لحكم العسكر.
- العمل على تحقيق اصطفاف التيار الاسلامى بأغلب فروعه وتوعيته بأبعاد الهجمة على الاسلام.
- الثقة فى الله وحسن التوكل عليه أولاً وأخراً ، والإكثار من الدعاء له ، والاجتهاد فى الأخذ بأسباب النصر والثبات على ذلك حتى يفتح الله بيننا وبينهم بالحق.
ثالثاً : المتطلبات الخادمة للأهداف والاستراتيجيات
هناك ملفات أساسية ، مطلوب وجود رؤية مسبقة وإعداد شبه كامل لكل ملف منها ، وذلك قبل عودة الشرعية , ومن أهم هذه الملفات :
- ملف إجراءات منع البلد من الانهيار ( الاقتصادى – السياسي – الاجتماعى ) ، وتجنب عدم الاستقرار .
- ضرب الثورة المضادة (المبكرة والمتأخرة).
- إجراءات تفكيك الدولة العميقة وقوى الانقلاب ، وفى مقدمتها (القضاء – الداخلية – الإعلام …) وكيفية إعادة هيكلتها وبنائها.
- ملف التطهير والقصاص العادل الناجز.
- أبعاد رسم الصورة الذهنية عن الرئاسة فى الخارج وأيضاً فى الداخل , من خلال سرعة تبنى ملفات هامة مثل (ملف الحريات – القضاء على التعذيب – الإصلاحات ذات الأولوية وفق خريطة طريق واضحة) ، وامتلاك أوراق الضغط الخارجية.
- ملف التعامل مع الكنيسة.
- ملف إنجازات سريعة ملموسة يشعر بها الشعب فى وقت قصير ، بالإضافة إلى الخطوط العامة للإصلاح طويل المدى.
- امتلاك الأداة الإعلامية المؤثرة ، ومواجهة الأدوات الأخرى.
- ملف استيعاب الشباب والقوى الوطنية المخلصة ، وإشراكهم فى الإدارة وفق رؤية واستراتيجية بعيدة المدى.
- ملف تأمين وحماية الرئاسة ، وامتلاك الذراع التنفيذية.
- ملف امتلاك وتأمين أسس ومفاتيح السيطرة الاقتصادية الضرورية.
- ملف سيناء بجميع جوانبه.
- ملف كيفية استيعاب المؤسسة العسكرية.
- ملف التشريعات والقوانين العاجلة المطلوبة.
- ملف الدستور وتعديله.
أسس وقواعد حاكمة فى آليات عمل الرئاسة منذ أول يوم ، تشمل الآتى :
- أهمية إجراءات الصدمة الأولى , لإحكام السيطرة وإفشال التحرك المضاد.
- الاهتمام بتحديد أوراق الضغط الخارجية علينا , وكيفية مواجهتها مسبقاً.
- أهمية الإجراءات الثورية السريعة على أرض الواقع , وتغطيتها بغطاء قانونى (الاهتمام بالبعد القانونى).
- سرعة الحصول على الخريطة الاقتصادية وتوفير ثلاث أمور أساسية منذ أول يوم (السيولة النقدية – الطاقة – القمح) .
- استمرار التعرف على الشريحة الوطنية المؤيدة واستيعابها وتوظيفها ، وكذلك شريحة الشباب.
- الاهتمام بجميع المعلومات وسرعة الاستفادة منها.
- الاهتمام بسرعة امتلاك آليات محددة لمواجهة البلطجية والفلول.
- سرعة إقرار حزمة قوانين وتشريعات لتحقيق الأهداف المطلوبة ، والاهتمام بتشكيل لجان تقصى حقائق لتوضيح الأمور للشعب.
رابعاً : الرؤية بشأن خطة العمل
- استكمالا لما سبق تحليله وذكره ، لا بد من تحديد رؤيتنا حول الوضع والحراك الحالي ، هل هو ثورة للتغيير ؟ أم مجرد حراك ضاغط لبعض المكاسب والمطالب .
- قطعاً رؤيتنا أنه ثورة للتغيير وتحقيق أهداف أساسية .
- الهدف الذى تعمل عليه الثورة هو :
1- إسقاط الإنقلاب.
2- وكسر حكم العسكر.
3- وإفشال الأهداف التي قام الانقلاب لتحقيقها.
4- استرداد الشعب لشرعيته وإرادته.
5 – الحفاظ على هوية الامة وحماية الدولة من الغرق.
وهى أهداف مترابطة ، لا يمكن التنازل عن أي هدف منها.
- توضيح بالنسبة لأهداف الثورة :
1- المطلوب إسقاط الانقلاب – وقد تمكّن من الحكم – وإفشاله تماماً في إدارة شئون البلاد ، وهذا لا يعنى تدمير أو تخريب الوطن ، بل إيصال هؤلاء الانقلابيين إلى حالة من الشلل والعجز وعدم السيطرة ، مما يقتضى انهيار رموزه وهروبهم أو إزاحتهم عن مقاليد السلطة ، بأى وسيلة ممكنة.
2- وهذا لا يكفى من حيث الأهداف ، فهناك هدف هام ، وهو ” كسر حكم العسكر ، وتفكيك الدولة العميقة ” ، وإلا ستتكرر منظومة الانقلابات أو السيطرة من خلال بدلة مدنية ، ولهذا نعتبر أن ذلك من أهم الأهداف المطلوب تحقيقها وأخطرها.
3- ولقد قام الانقلاب لتحقيق أهداف ضد المشروع الإسلامي والقيم الإسلامية والجماعات الإسلامية الحاملة لهذا المشروع ، وكذلك قام الانقلاب لتأكيد سيطرة الدولة العميقة التي هي أذرع لحكم العسكر ، ولكى يتم قطع الطريق على ثورة الشعب نحو حرية حقيقية لاسترداد إرادته واستقلاله.
وهذا يحتاج إلى حركة ودعوة وجهاد متصل في كل الميادين ، وسوف يستمر ذلك حتى بعد إزاحة وإسقاط الانقلاب (راجع أهداف الانقلاب في الجزء الأول من هذه الدراسة).
4- استرداد الشرعية وانتصار إرادة الأمة يتحقق ، سواء بعودة الرئيس الشرعى المنتخب أو رئيس شرعى تنتخبه الأمة انتخاباً حراً نزيهاً (إذا غاب الرئيس الشرعى) ، وفق عقد وتعهد باستكمال أهداف الثورة: من كسر حكم العسكر ، وتفكيك الدولة العميقة ، وتطهير مؤسسات الدولة ، وتقوية رقابة الأمة.
وذلك من خلال المنهجية الثورية ، وترجمة ذلك إلى المسارات الآتية ، والتي تتحول إلى خطط وجداول تشغيل :
1- مقاومة سلطة الانقلاب بكل أنواع المقاومة الشعبية “التظاهرات ، الاعتصامات ، الإضرابات ، التحرك الإعلامى .. إلخ”.
- وتوسيع الحاضنة الشعبية لكل مظاهر رفض الانقلاب وزيادة دعمها لأهداف الثورة ، والتذكير دائماً بالمجازر والجرائم التي ارتكبوها والدماء التي أراقوها.
- إن استمرار ذلك مهما طالت المدة الزمنية ، وإيمان الجماهير وتمسكها بأهداف الثورة كاملة ، هو أمر أساسى وحيوى في تحقيق الأهداف.
لأن سلطة الانقلاب بذلك تصبح مثل العضو الغريب الذى يقاومه الجسم ثم يلفظه في النهاية مهما تلقى من وسائل الدعم.
- كما أن استمرار ذلك هو تأكيد على الرفض الشعبى له ، حتى ولو كان هذا الرفض ليس بالحجم الكبير في مرحلة من المراحل.
2- شلّ مفاصل السيطرة والتحكم للانقلاب ، فإن توسيع رقعة الإضرابات وكل صور العصيان المدنى ، والعمل على إضعاف مراكز الدعم والتأييد الإقليمى والدولى ، وأن يصبح الانقلاب عبئاً عليها.
- وكذلك إضعاف قدراته المالية والخططية والإدارية في السيطرة ، والاستفادة من الصراعات والتناقضات الداخلية .. إلخ ، كلها محاور تعمل عليها لجان متخصصة ، وتستفيد من التطورات والمستجدات الإقليمية في هذا الشأن.
- وعلى أمريكا أن تدفع الثمن نظير قرارها أو تأييدها للانقلاب من رفض الشعوب الإسلامية لها ، وضرب مصالحها في كل مكان.
3- كشف الفساد والاستبداد ، ومساوىء حكم العسكر ورموزه أمام الشعب والمصير الذى أوصلنا إليه هؤلاء ، والأهداف التي يعملون لها.
- وهذا يعنى معركة إعلامية مستمرة بكل مساراتها تخوضها الثورة لاسترداد الأمة لوعيها وإيقاظها.
4- آلية الدفاع عن النفس والعِرّض وردّ العدوان ، مع وجود حكمها الشرعى ، لكن هذا الأمر يعتمد على القدرة الفعلية ، وموازنة النتائج ، والتوقيت المناسب.
- كما أنها تبتعد عن تخريب وتدمير مقدرات الوطن وإيذاء وترويع الشعب واستهداف الأبرياء.
- ويدخل مع هذا الملف آليات هزّ وإضعاف محاور السيطرة التي يرتكز عليها الانقلاب مثال، ادعاء الشعبية – ادعاء الإنجاز – ادعاء الاستقرار – ادعاء النمو الاقتصادى وزيادة الدخل القومى – ادعاء انجاز الملفات التي يقوم بها في المنطقة وتكلفه بها الدول الكبرى – ادعاء نجاحه في القضاء على ثورة الشعب – … إلخ).
- وهذا الملف لا يُترك لتصرفات فردية ، وإنما وفق رؤية ومنهجية تضع الضوابط والحدود التي لا يتخطاها أحد ، والكيفية والتوقيت والمرحلة المناسبة ، فالعمل الفردى والعشوائى أو الخارج عن سياق الخطة والمرحلة ، يضرّ أكثر مما يفيد.
5- تقوية الصف الثورى ، وتلاحم وحداته ، وثباته على أهدافه ، واستمرار الأمل واليقين لديه بنجاح الثورة.
- واستمرار مقاومته لهذا الانقلاب وإسقاطه هو من أهم محاور العمل ، وأى عمل أو إجراء يؤثر سلباً أو يعطى نتيجة عكسية تؤثر على هذا الصف الثورى أو تضعف المقاومة الشعبية والدائرة الحاضنة له ، يجب مراجعته وتعديله أو استبعاده.
6- امتلاك الصف الثورى لكل وسائل القوة المناسبة التي تمكنه من تحقيق كامل أهدافه سواء من وسائل إعلامية – قدرات بشرية وعلمية في كافة المجالات – قدرة على جمع المعلومات الهامة – اختراق صفوف الأعداء – معرفة بمواطن القوة والضعف لديهم وكيفية الاستفادة من ذلك – حسن التوظيف للكفاءات في الداخل والخارج .. إلخ.
- تنمية القدرات والتصور المتكامل في كيفية السيطرة على الميدان إذا تطلب الأمر أو فرضته الأحداث.
7- إعداد رؤية ثورية محددة ، في كيفية استرداد الشرعية وقيامها بدورها الثورى في تفكيك الدولة العميقة ، وضرب الثورة المضادة وتحقيق طموحات الأمة وشبابها (فلا يكفى مجرد عودة الرئيس الشرعى ، ولا بد من إعداد المتطلبات الضرورية لذلك).
- إن إجراء أي انتخابات رئاسية سواء مبكرة أم غير ذلك ، قبل تفكيك الدولة العميقة وكسر حكم العسكر ورفع سيطرة الفلول عن الاقتصاد ، يعنى ذلك أنها ستفرز عناصر مؤيدة للانقلابيين وللدولة العميقة ، حيث هم يملكون آليات الدولة ، ويدعمهم في ذلك مؤسستى الداخلية والقضاء اللتان تشرفان على أية انتخابات.
8- الإعداد لكل المستجدات والتطورات الوارد حدوثها ، وسرعة الاستفادة منها في سبيل تحقيق أهداف الثورة ( فقد تحدث سيناريوهات مستبعدة ) ، وهناك ملفات خاصة تحتاج إلى لفت النظر إليها: مثل ملف سيناء – ملف المياه – ملف الطاقة – … إلخ.
ملاحظات أساسية :
1- أهمية استمرار المقاومة ، والتي تعمل على إسقاط الانقلاب مهما كان حجمها وقدراتها ، ومهما اشتد الضغط عليها.
ولا بد أن نتحلى بالنفس الطويل لذلك ، وقد ترغمنا طول المدة على استخدام أسلوب الموجات ، لكن لا ينقطع أبداً الأداء الثورى مهما قلّ حجمه.
2- ما لدينا حتى الآن – حسب واقع قدراتنا – هو المقاومة والاستمرار على ذلك ، (وهذا يشكل حالة نجاح في تلك المرحلة) ، أما توقيت إنهاء الانقلاب أو كيفية إزاحته ، فلا نملك خطة تفصيلية لها توقيت محدد ، إنما رؤية من خلال السيناريوهات المتوقعة ، ولهذا نعمل على الإعداد لكل الاحتمالات ، وعندما ينتقل الواقع بين طرفى الصراع إلى مرحلة متقدمة ، نستطيع فيها أن نحدد خطة المرحلة التالية معه.
وهذه هي طبيعة الثورات ، فهى تقوى وتشتد حتى تسقط ما يعترضها وتمتلك آليات السيطرة ، ويشكل هذا النقلة النوعية التي تحتاج إلى إعداد صحيح بشأنها وتصبح أمراً مستهدفاً في مرحلة لاحقة.
3- المدة المقررة في رؤية واقع العمل الحالي لإنجاز إسقاط الانقلاب ، تمتد من أربع سنوات إلى عشر سنوات ، وبالتالي فإن وجود التصور الكامل وبناء الرؤية الصحيحة والنفس الطويل ، نقطة أساسية.
وهذا الاستمرار يسبب للانقلابيين ومن يدعمهم إرهاقاً شديداً ، ولا ننسى أقدار الله ، فقد يحدث النصر والتمكين أسرع مما نتصور ونقدّر “وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام”.
4- لا بد أن نفرق بين المرحلية ، والتراجع عن الأهداف وعن مقاومة الانقلاب ، فإذا فرضت علينا الأحداث وطول المدة ما يمثل مرحلية في بعض الخطوات – لكن وفق شروط وضوابط – فإن هذا لا يعنى إيقاف كل أو بعض مسارات العمل الثورى الرافض للانقلاب أو إلغاء بعض الأهداف ، وإنما الاستفادة منها لتحقيق أهداف الثورة كاملة ، واستمرار المقاومة الشعبية الرافضة للانقلاب ولحكم العسكر والمطالبة بكل أهداف الثورة.
ولا يصح أن نربى الثوار على التعلق والقبول والرضى بهذه المرحلية ، إنما الأصل هو الثورة المستمرة.
فمثلاً إذا جاءت الأحداث ببعض المرحلية كتغيير أشخاص الانقلابيين بغيرهم مع استمرار حكم العسكر ، فإن الثورة تستفيد من ذلك لكى تضغط وتزداد تمسكاً بأهدافها كلها والعمل من أجلها.
- أهمية وضوح الرؤية عند جميع الثوار ، ومشاركتهم في الحوار القائم على تلك الرؤية والأهداف التي يعملون لها، وهو ما نأمله بكتابة تلك السطور ونشرها.