– إن ما تشهده أرض الكنانة مصر ، هو ثورة مكتملة الأركان ، وليس مجرد حراكاً شعبياً أو مطالب لشريحة من المجتمع أو مجرد ردّ فعل لأمر من الأمور ، فمساحة التنوع واسعة حيث يشارك فيها أغلب الشرائح سواء كانوا عمالاً أو موظفين ، أو طلاباً أو أساتذة جامعات ومهنيين ، نساءً أو رجالاً .. أطفال أو كبار وشيوخ .. إلخ . وهى ممتدة فى المستوى الجغرافى لتشمل المحافظات كلها ، تتجمع فيها طوائف وتجمعات عدة مختلفة ، يجمعها عامل واحد مشترك : هو كسر الانقلاب وإسقاط حكم العسكر .

– إن تلك الثورة تمثل جوهر الإرادة الشعبية ، حتى وإن حاول الإعلام المضلل طمس تلك الحقيقة ، وهى تبلور وتظهر اتجاه تلك الإرادة وهدفها الحقيقى ، حتى وإن بقيت شريحة من المجتمع – منتفعة أو خائفة – متمسكة بالانقلاب خاضعة له .

– إن هذه الثورة بذلك المعنى الواضح لا تتعلق بشخص كائناً من كان ، وإنما تتعلق بمصير الأمة .

وإن الأساس الذى يقوم عليه الانقلاب أساس واهٍ ضعيف ، حتى وإن غطى ذلك بالضوضاء والعنف ، وسوف ينهار فجأة بطريقة ستصدم من أيدوه ووقفوا وراءه ، ” وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ” .

– الذى يدرس حال الثورات عبر التاريخ ليجد مظاهرها تتكرر وتتمثل فى ثورة الشعب الحالية وطبيعة أدائه الثورى التى نشاهدها ، فهو يمثل فى مساره الموجات المتلاحقة وليس مجرد خط مستقيم متصاعد ، فتظهر فيه الإرادة القوية المتجددة ، والتضحيات العظيمة ، وتفشل أدوات القمع فى السيطرة عليه .

– هذه الثورة الشعبية سطرت بدمائها ، برجالها ونسائها وشبابها ، أقوى درجات الصمود والتضحية ، أظهرت قوة إرادتها ، واستمرارها على أهدافها ومطالبها .

ولا تقاس الثورات وقوتها فى مرحلة التكوين والتصدى بالأعداد الحاشدة واستمرار نزولها ، وإنما بمدى الثبات وباتساع الحاضنة الشعبية تمهيداً للزحف الحاشد والموجة العالية التى تقتلع ما هو أمامها .

– بإذن الله ستدخل هذه الثورة الشعبية المصرية صفحات التاريخ ، وتغيّر وجه المنطقة كلها ، وتؤرخ لمرحلة جديدة فى حياة مصر ، بهذا الحجم وتلك المدة ، وبهذه التضحيات الضخمة .

لقد فشل الجبروت والطغيان أن يكسر الإرادة ، وفشل أن يقضى على الأمل ، وفشل أن يجعل الثوار تتراجع عن أهدافها . لأنه هدف كبير تحلم به الأمة منذ الاستعمار الإنجليزى ، بل حتى منذ حكم ميليشيات المماليك ، وهو كسر حكم العسكر ، وأن تسترد الأمة إرادتها وتفرض كلمتها .

– إن ما يحيط بنا من مستجدات ومتغيرات إقليمية ، خارجية وداخلية ، وإن فشل حكم العسكر ، وذلك الانقلاب المجرم – وقد بات واضحاً لكل ذى عينين – ليحمل مبشرات قوية بقرب زواله إن شاء الله .

– إن شعارنا الذى نتمسك به ، ونعلنه هو : لا تراجع ، لا استسلام ، لا تفاوض حول أهداف الثورة .

– وحول الاستعداد للموجة الثورية القادمة فى 25 يناير 2016 ، يجب أن نعمل لها من الآن ، وأن نضع مستهدفات ومعايير إنجاز لكل شريحة ولكل فرد يؤمن بتلك الثورة .

– نريد من الثوار الأبطال ( وكل فرد فى هذه الثورة له دور مهم ) الآتى :

1- استعادة الاصطفاف الإسلامى والوطنى ، وقوى التحالف لدعم الشرعية .

2- التعاون مع عناصر جديدة من الرموز الوطنية وخاصة التى عدلت موقفها .

3- توسيع دائرة الحاضنة الشعبية المشاركة أو المؤيدة .

4- الوصول إلى فعالية أو فعاليات ضخمة فى القاهرة .

5- تفعيل طلاب الجامعات وقيادتهم للحراك الثورى داخل أو خارج الجامعة .

6- كفاءة التغطية الإعلامية وابتكار آليات ومظاهر جديدة ( أناشيد جديدة – شعارات –  تغطية سريعة فعالة – فضح جرائم العسكر ) .

7- إعلان هيئة شعبية وطنية : الاصطفاف الوطنى لكسر حكم العسكر .

8- تفعيل جميع المحافظات والمدن .

9- التركيز على شعار : إسقاط الانقلاب وكسر حكم العسكر .

10- البعد عن استهداف الأرواح وابتكار ما يحبط وسائل الداخلية التى تطلق الرصاص الحى على المتظاهرين المسالمين .

– تعودنا أن تقوم الداخلية بمحاولات فاشلة لإجهاض حركة الثوار فى 25 يناير ، بل شهدنا ما ترتكبه من جرائم بعمل تفجيرات واعتداءات على المواطنين الآمنين أو المنشآت ونسبة ذلك للثورة والثوار وتشويه صورتهم والتحجج بذلك فيما ترتكبه من جرائم فى حقهم ( وما فعلوه بكنيسة القديسين ليس بعيداً ).

– 25 يناير بإذن الله يمثل موجة ثورية عالية ، وليس مجرد يوماً واحداً بل أسبوع متكامل ، له ما بعده .

ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” ، ” وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ” .