عند تقييم الواقع الذى نعيشه ، فإننا نقيمه بموازين الدعوة :
أ – إن الاضطهاد وما تقدمه الجماعة من تضحيات هى طبيعة الطريق ، مهما اشتدت هذه التضحيات . وإن ثبات الجماعة فيها هو طريق النصر .
ب- إن هذه المحنة تتلقاها الجماعة وهى فى وضع أقوى ، وفى حراك للمواجهة يشهده العالم كله ويتعاطف معه . وهذا الوضع أفضل وأقوى مما لو كانت تلقته قبل ذلك وبالحجج المزعومة لديهم .
ج- ظهر للجميع مدى حرص الإخوان على الوطن والتضحية فى سبيل حريته ومنع سيطرة العسكر عليه ، إو إعادة النظام الفاسد من جديد . مما أكسبهم تقدير وحب الكثيرين ممن كان لهم موقف مخالف من قبل .
د- انكشف زيف الأحزاب والقوى العلمانية – التى أيدت الانقلاب – من دعواها بشأن الديمقراطية ورفضها الإرادة الشعبية وأصبح واضحاً منهجهم الإقصائى وشعارهم الذى يمثل نفس شعار نظام مبارك : إما أن نحكمكم أو نقتلكم .
فنحن لم نأت للحكم إلا وفق الإرادة الشعبية الحقيقية من خلال صندوق الانتخابات ولم نقتل المئات والآلاف من المتظاهرين كما يفعلون هم .
هـ- ظهر التفاف التيار الإسلامى والشباب الوطنيين فى المجتمع حول الجماعة ، فأصبحت تقودهم ، وأصبحت الشعارات الإٍسلامية تتردد بكثرة فى المظاهرات .
و- استمرار هذه المقاومة للانقلاب طوال هذه الشهور وبهذه الروح القوية ، لهى علامة من علامات صحوة الأمة ، وهى من مبشرات النصر . والعالم كله يرى هذا النموذج الذى لم يحدث فى العصر الحديث فى أى دولة من الدول بهذا الوضع .
ز- أن هذه الإرادة الشعبية القوية والتضحيات الكثيرة ، ستغير بإذن الله الموازين والقوى داخل المجتمع ، وستفضح الكثيرين ممن ظهروا على حقيقتهم . دون جهد كبير من الجماعة ، ويشمل ذلك بعض الأحزاب الإسلامية التى كان لها بعض الشعبية .
ح- الشعب الآن يقارن بين الإنجاز الذى تم فى عهد الرئيس محمد مرسى ، وبين الفشل الذى يسير فيه الإنقلاب .
ط- وهذه الروح الرائعة للإخوة والأخوات ومن حولهم فى هذا الحراك القوى ، أليست هى عامل من عوامل النضج والتربية التى لو قضينا شهوراً أو سنوات داخل حجرات مغلقة لما وصلنا إليها .
ى- هذا الخروج الرائع والثبات العظيم للمرأة المسلمة بكل مراحلها العمرية ، شهد به العالم ووقف له احتراماً وإجلالاً ، و80 % منهن لسن من دائرة الأخوات . أليس هذا نصراً مبيناً للحركة الإسلامية .
ك- إن ما حدث في مواجهة الانقلاب من اعتصام رابعة وما بعدها من فعاليات ، لم يكن مجرد حراكاً شعبياً ، وإنما حراكاً ثورياً وموجة ثورية قوية رافضة للانقلاب ومؤيدة لعودة الشرعية شارك فيها قطاعات مختلفة من الشعب وفي طليعتهم وقلبهم مؤيدى المشروع الإسلامى .
وهناك فرق بين الأمرين :
الحراك الشعبى هو مجرد وسيلة ضغط لأخذ بعض المكاسب أو تحقيق بعض جوانب الإصلاح ودفع بعض المضارّ ، لهذا فالتفاوض مع الجهة المقابلة نقطة أساسية فيه ، وأصحاب هذا الحراك على استعداد للوصول لحلول وسط .
أما الموجة الثورية ، والثورة بكل أبعادها ، فتختلف عن ذلك تماماً ، فهى هبة شعب وانتفاضة أمة يعبر عنها شريحة كبيرة تنزل للشارع تتظاهر وتعتصم ، وتمارس كل الوسائل الضاغطة . ولها أهداف واضحة محددة .
وسمات وأركان الحراك الثورى ، محددة في :
1- ألا يتنازل عن أهدافه التي أعلنها ، ومهما كانت الضغوط .
2- أن يستمر حتى لو قتلوا الآلاف ، وقتلوا أو اعتقلوا القيادات ، وأن يقدم التضحيات مهما بلغت .
3- أن يكون له حاضنة شعبية تدعمه وتؤيده وتتفاعل معه .
وبالتالي فإن الحراك الثورى له ثلاثة شعارات أساسية وهى :
1- لا تفاوض : حول الأهداف ، وإنما يكون الحوار لكيفية تنفيذها بعد التسليم بها .
2- لا تراجع : في الفعاليات سواء بالتأجيل أو الإلغاء .
3- لا تنازل : عن الأهداف المحددة والمعلنة من أول يوم .
والحراك الثورى لكى ينجح لابد أن يكون له :
1- قيادة محددة يلتف الثوار حولها ، وإن اعتُقِلت هذه القيادة حلّ مكانها آخرون ، وعلى نفس الطريق تسير .
2- أهداف ومطالب واضحة محددة ، متناسبة مع الزخم الثورى .
3- ذراع إعلامية سياسية تعبر عن أهداف الثورة وتلتزم بتوجيه الحراك الثورى ولا تتاجر به .
4- وحدة الزخم الثورى في الجسم الأساسى للثورة .
5- القدرة على مواجهة الثورة المضادة ، والبصيرة بأساليب الاستدراج فلا تقع فيها .
6- تحقيق سمات الحراك الثورى بأعلى درجة والسابق ذكرها .