أرجو لمن يريد التعليق على كتاب صدر منذ سنوات حول فكر الإمام البنا ، أن يُكمل قراءته وألا يجتزأ في النقل ، وألا يقفز إلى استنتاجات غير موجودة ، وقد تم طباعته ونشره منذ عدة سنوات .
- ما قاله الإمام البنا في ” رسالة المؤتمر الخامس “ ، من رفض الإخوان للثورة كوسيلة للتغيير ، إنما يقصد به الثورة الهوجاء المدمرة مثل الثورة البلشفية والفرنسية ، وقد أوضح المقصود من هذا النوع المرفوض من الثورات ، فقال في رسالة ” مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي ” : ” والثورة الهوجاء التي لا غاية لها ولا ضابط ولا نظام ولا حدود إلا الهلاك والخسارة البالغة . ” أ.هـ .
- وقال في ” رسالة المؤتمر السادس ” : ” فنخلص من ذلك كله بتحطيم هذا الوضع الفاسد وأن نستبدل به نظاماً اجتماعياً خيراً منه تقوم عليه وتحرسه حكومة حازمة .. ” أ.هـ .
فعملية الإصلاح والتغيير تحتاج إلى البناء والهدم في نفس الوقت ، فالإصلاح والبناء يحتاج إلى التدرج ، أما هدم الباطل ومواجهة الفساد فعند امتلاك القدرة لا بد من تحطيمه وعدم مهادنته .
- وفى نفس ” رسالة المؤتمر الخامس “ – والتي تكلم فيها عن الثورة المدمرة – قال فيها أيضاً : ” نعم سيستخدم الإخوان القوة عندما لا يجدى غيرها ” .
لكنه وضع لذلك شروطاً وضوابطاً ، منها أن يكون هذا بعد انحياز السلطة التنفيذية للجماعة وفق الإرادة الشعبية ، وبذلك يكون من يخرج عليها متمرداً على الشرعية ، وأنه لن يكون البادئ باستخدامها ، وسينذر أولاً ، ” وآخر الدواء الكى ” كما قال .
كما وضع لذك قاعدتين أساسيتين : موازنة النتائج – واستكمال قوة العقيدة وقوة الرابطة – وكذلك الالتزام بالضوابط الشرعية كمبدأ عام وأساسى .
- وقد مارس الإمام البنا كل الوسائل الثورية في العمل ، من المظاهرات الحاشدة الضاغطة والاعتصامات ، بل ونادى بالعصيان المدنى من الشعوب إذا لم تقف حكوماتها بقوة ضد اغتصاب فلسطين ، لكنه رفض بوضوح إراقة الدماء وترويع الشعب ، ووصف من فعل ذلك في حينها من استهداف الأرواح ، بأنهم ” ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين ” .
- وهو يدعو إلى الثورة الشاملة التي تغيّر كل شيء ، لكن وفق إعداد صحيح وبناء قوى يجعلها قادرة على تحقيق أهدافها ومواجهة التحديات ومقاومة الظالمين .
ويقول رحمه الله في ” رسالة بين الأمس واليوم “ : ” وإن قيل لكم أنتم دعاة ثورة فقولوا نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به ، فإن ثرتم علينا ووقفتم في طريق دعوتنا فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين .. ” أ.هـ
- ويقول أيضاً في ” رسالة بين الأمس واليوم “ : ” فقولوا ندعوا إلى الإسلام الذى جاء به محمد r ، والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه . ” أ.هـ
- وقد فرّق الإمام البنا بين القوة وإعدادها ، وبين ممارسة العنف وإراقة الدماء التي يحرمها الإسلام ، وقال عن إعداد القوة أنها لا بد أن تشمل قوة العقيدة وقوة الرابطة قبل قوة الساعد ، وأن النضال الدستورى والكفاح السياسى بكل صوره ، وتربية الشعب وتوعيته هي الوسائل الفعالة لإسقاط عروش الظالمين ، وأوضح مكان القوة في ذلك ، وليس رفع السلاح وإراقة الدماء .
- أرجو لمن يريد أن يعلق على فكر الإمام البنا أن يعيد قراءة الرسائل ، وخاصة رسالة المؤتمر الخامس ورسالة المؤتمر السادس ورسالة بين الأمس واليوم .
- وقد أرسلت سابقاً عدة مقالات وكتيبات – بعد الانقلاب – للنشر حول تلك الموضوعات .. لكنها لم تنشر فى وقتها .
ومن هذه العناوين : ” دعوة الإخوان تجمع بين المنهج الإصلاحى والثورى ” – ” حول الثوابت وضوابط في المشهد الحالي بشأن القوة ” – ” ضوابط استخدام القوة عند الإمام البنا ” – ” الإمام البنا ومشروع النهضة ” – ” الإمام البنا والإصلاح السياسى ” .