ويسأل البعض متى نصر الله ؟ قل إن نصر الله قريب ، يقدره الله عز وجل فى الوقت والكيفية التى يشاء . دورنا وواجبنا هو الثبات والتوكل على الله .
فهل كان أحد الصحابة يتخيل فى غزوة الأحزاب أن يتم النصر بالريح والرعب فى قلوب الكفار ، وهل كان أحد منهم يتخيل أن خروجهم لملاقاة العير فى غزوة بدر سينتهى بهذا النصر المبين رغم عدم استعدادهم .
فاليقين الذى لا يفارق قلوب المؤمنين أن الله سيهلك الظالمين ، وإن لم يعلموا متى ولا كيف يفعل ذلك ، بل وليس لهم أن يقترحوا على الله موعداً ولا كيفية فهو العليم الحكيم .
جرت سنة الله أن يكون الأخذ للظالمين من حيث لا يشعرون ولا يحتسبون ، بل ربما أهلكهم من حيث يظنون النجاة ( كما حدث مع قوم شعيب ) .
وهزيمة بنى النضير آية من آيات الله ، فقد أخزاهم الله ، بعد أن حسبوا كل شىء وأخذوا بجميع الأسباب المادية ، حتى اعتقدوا أنه لا أحد يستطيع أن يخرجهم من حصونهم لمتانتها وقوتها ، فأخرجهم الله من غير أن يكلف المسلمين اصطداماً مسلحاً ولا قتالاً ضارياً .
كما أن أشد أوقات المحنة وأثقلها وطأة على نفوس المؤمنيين ، هى التى تسبق النصر للمؤمنيين والإهلاك للظالمين . وها هو دعاء الرسول يوم بدر لنعلم منه ضخامة الشدة التى كان فيها المسلمون ” اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض ” .
وقد تكون النهاية فى غاية القُرب ، وظواهر الأُمور على عكسها تماماً . وهذا ما نراه فى هلاك فرعون وجنوده . وأنه بعد الشدة والزلزلة يكون نصرٌ عظيم .