في غمرة أحداث الثورة أشاد تقريبا الجميع بمن فيهم من يختلف مع الإخوان – بدورهم الفعال في حماية الثورة بميدان التحرير يوم الأربعاء 2 فبراير، لكن بعد مضى عدة شهور إذا بالبعض ينفى ذلك ويدعى أن الإخوان كان قرارهم هو الانسحاب من الميدان ولم يكن لهم دور في معركة الجمل، وللأسف يصدر أيضا هذا القول ممن كانوا ينتسبون للإخوان وفارقوها بعد ذلك .

إن الواقع الذي حدث وشهده الجميع يكفى للرد على مثل هذه الإدعاءات لكن أحب أن أوضح بعض الحقائق :

أولا : أنه لم يحدث أية حالة انسحاب واحدة للإخوان في ميدان التحرير يومها فأين هذا الانسحاب المزعوم، والإخوان نعلم جيدا أنها تسمع وتطيع القيادة في قراراتها .

ثانيا : الحشد الذي قام به الإخوان خلال عدة ساعات بعد الهجمة لدعم الميدان من القاهرة ومن المحافظات القريبة حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد، وقد انحصر المهاجمون نتيجة لذلك بين الثوار في الميدان وبين القادمين للدعم .

ثالثا : إنني أتكلم عن هذا الأمر من موقع المشاركة في القيادة التي تتخذ القرار وليس من موقع من يسمع بالقرار، ولم يخرج أحد من القيادة العليا للجماعة ليقول بهذا الزعم الذي يتكلمون به .

رابعا : لمزيد من التفصيل أقول أنه في يوم الأربعاء 2 فبراير مع بداية الهجمة اتصل بالقيادة أفراد من الإخوان من الميدان (وعدد منهم فارق الإخوان بعد ذلك) يستنجد ويخبر بشدة الهجمة وأن هناك نساء وأطفال وستكون مذبحة مروعة لهم، وبعضهم يطلب الإذن بالانسحاب مؤقتا تجنبا لما قد يحدث للنساء والأطفال وكادت القيادة تأخذ قرار الموافقة على الانسحاب المؤقت، لكن قبل اعتماد القرار تم الاتصال بالقيادة المتواجدة بالقرب من الميدان، فأفاد د. حسام أبو بكر (وهو المسئول عنها) أن الأمور في المواجهة بدأت تميل لصالح الإخوان والشباب رغم الإصابات والشهداء، فرفضت القيادة اقتراح الانسحاب وتم التأكيد على الثبات والصمود وإجراءات طلب الدعم والحشد من القاهرة والمحافظات القريبة .

هذه هي الحقيقة ولا شأن لنا بمن يحاول المغالطة .