منذ أن قامت دعوة الإخوان المسلمين في عام 1928 ، وضع لها الإمام الشهيد ثوابتاً وقواعد حاكمة أثبتت السنون والأحداث مدى أهميتها ودورها في مسيرة الدعوة والحفاظ على الجماعة .

نشير هنا باختصار إلى أهم هذه الثوابت ، وتلك القواعد :

1- شمولية الفهم للإسلام ، وشمولية العمل له :

– يقول الإمام الشهيد : ” إنما أريد بالفهم : أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة وأن تفهم الإسلام كما نفهمه  … الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة ، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء ، وهو مادة أو كسب وغنى ، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء ”   [رسالة التعاليم ] .

– ” .. أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزباً سياسياً ولا هيئة موضعية لأغراض محدودة المقاصد ، ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييه بالقرآن .. ” . [ رسالة بين الأمس واليوم ]

– ” أما الإصلاح الذي يريده الإخوان .. فهو إصلاح شامل كامل ، تتعاون عليه قوي الأمة جميعاً ، وتتجه نحوه الأمة جميعاً ، ويتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل ” . [رسالة المؤتمر السادس ]

– ” .. والإخوان المسلمون يعملون ليتأيد النظام بالحكام ، ولتحيا من جديد دولة الإسلام ، ولتقوم في الناس حكومة مسلمة ، تؤيدها أمة مسلمة ، تنظم حياتها شريعة مسلمة أمر الله بها نبيه r .. ” . [ رسالة المؤتمر السادس ]

– ” .. فهى دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة  اقتصادية وفكرة اجتماعية .. ” . [ رسالة المؤتمر الخامس ]

2- ربانية الدعوة وإسلامية الراية :

– ”  إذا قيل إلام لكم تدعون ؟ … فقولوا ندعو إلي الإسلام الذي جاء به محمد r ، والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه .. ”  .  [رسالة بين الأمس واليوم ]

– ” كل نظام لا يعتمد على الأسس الإسلامية ، ولا يبنى على قواعد القرآن الكريم لا يصلح أبداً لبناء النهضة الحديثة ” . [رسالة إلى أي شىء ندعو الناس ]

– ” وإنَّ كل مظهر من مظاهر النهضة يتنافى مع قواعد الإسلام و يصطدم بأحكام القرآن فهو تجربة فاسدة فاشلة .. ” . [رسالة إلى أي شىء ندعو الناس ]

– ” أجمع ما توصف به دعوتنا أنها دعوة إسلامية .. ” . [رسالة دعوتنا ]

– ” ففكرتنا لهذا إسلامية بحتة، على الإسلام ترتكز ومنه تستمد وله تجاهد وفي سبيل إعلاء كلمته تعمل , لا تعدل بالإسلام نظاما ، ولا ترضى سواه إماما ، ولا تطيع لغيره أحكاما ” .[  رسالة إلى الشباب  ].

3- سلمية المنهج والوسائل في الإصلاح داخل المجتمع ، والتدرج في البناء :

– ” لا يحب الإخوان أن يخلطوا البناء بهدم .. ” [رسالة المؤتمر الخامس ]

– ” وليست الوسيلة القوة ، ومحال أن تثبت الدعوة بالعصا ، أو تصل إليها على شبا الأسنَّة والسّهام ، ولكن الوسيلة تركيز الدعوة وثباتها ، إيمان وعمل ومحبة وإخاء .. ” . [رسالة دعوتنا في طور جديد ]

– ” أما الثورة – بمعنى الفوضى والدمار – فلا يفكر فيها الإخوان المسلمون , ولا يعتمدون عليها ، ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها .. ” . [رسالة المؤتمر الخامس ]

– ” الإقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر حتى يفقهها الرأي العام ويناصرها عن عقيدة وإيمان، ثم استخلاص العناصر الطيبة لتكون هي الدعائم الثابتة لفكرة الإصلاح ، ثم النضال الدستوري حتى يرتفع صوت هذه الدعوة في الأندية الرسمية ، وتناصرها وتنحاز إليها القوة التنفيذية ” . [رسالة المؤتمر الخامس ]

– ” وسيلتهم في ذلك تنحصر في تغيير العرف العام وتربية أنصار الدعوة علي هذه التعاليم ” . [رسالة المؤتمر الخامس ]

4- استمرار التربية والتكوين لجميع الأفراد في الجماعة ، وبناء الجيل المؤمن :

إن هذا الأصل الذى يتطلبه بناء الصف الربانى المتماسك ، والأسرة التربوية كمحضن تربوى تعد من الوسائل الأساسية لتحقيق ذلك ، وتحقيق التعارف والتفاهم والتكافل بين أفرادها ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

– ” لا يصلح لحمل هذه الأعباء إلا من رصدوا حياتهم لهذه الدعوة ، ورضوا أنفسهم على تحمل مشاق الطريق .. ” . [ رسالة إلى الشباب ]

– ” إذا وجد المؤمن الصحيح وجدت معه وسائل النجاح جميعاً ” . [ رسالة إلى أي شيء ندعو الناس ]

– ” الوسائل العامة للدعوات لا تتغير ولا تتبدل ولا تعدو هذه الأمور الثلاثة : الإيمان العميق ، التكوين الدقيق ، العمل المتواصل  ” .  [ رسالة بين الأمس واليوم ]

وتعد أركان البيعة من الثوابت التي يتربى ويبايع عليها الأخ .

5- شمول الحركة والإصلاح الثلاث :

التعريف والتكوين والتنفيذ ، فالجماعة لا تقف عند حدود الوعظ أو مجرد التكوين الفردى ، ولكنَّها تجمع إلى ذلك الجانب العملى في الإصلاح ، فهى جماعة دعوية تربوية جهادية .

” – الدعاية والتعريف والتبشير بالفكرة وإيصالها إلى الجماهير .

– مرحلة التكوين وتخير الأنصار وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف بين هؤلاء المدعوين .

– ثم مرحلة التنفيذ والعمل والإنتاج ، وكثيراً ما تسير هذه المراحل الثلاث جنباً إلى جنب … ولا شك في أن الغاية الأخيرة أو النتيجة الكاملة لا تظهر إلا بعد عموم الدعاية وكثرة الأنصار، ومتانة التكوين ” . [ رسالة المؤتمر الخامس ]

6- الأهداف الأساسية ” مراتب العمل ” التي تعمل لها الجماعة :

إصلاح وتكوين الفرد المسلم ، والبيت المسلم ، والمجتمع المسلم ، وتحرير الوطن من كل سلطان أجنبى … وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق ، واستعادة الكيان الدولى للأمة الإسلامية والخلافة المفقودة ، ثم أستاذية العالم ونشر رسالة الإسلام فيه .. ” . [رسالة التعاليم باختصار ]

7- أن دعوتنا ربانيّة ، إنسانيّة ، عالميّة :

” إن من أخصّ خصائص دعوتنا أنها : ربانية .. عالمية ” . [رسالة دعوتنا في طور جديد ]

وأنها إنسانية تجمع بين الجانب الروحى والعقلى ، وهى تعمل على مستوى العالم لتحقيق نهضة الأمة الإسلامية . [ راجع رسالة دعوتنا في طور جديد ]

8- أهمية الحكم ( سلطة التنفيذ ) والحرية في منهاج الجماعة :

– ” هذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان يجعل الحكومة ركناً من أركانه ، ويعتمد علي التنفيذ كما يعتمد علي الإرشاد ” .  [رسالة المؤتمر الخامس ]

– ” إن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف ” . [رسالة المؤتمر الخامس ]

– ” ندعو إلي الإسلام الذي جاء به محمد r والحكومة جزء منه ، والحرية فريضة من فرائضه ، فإن قيل لكم : هذه سياسة ! فقولوا هذا هو الإسلام ونحن لا نعرف هذه الأقسام ” . [رسالة بين الأمس واليوم ]

9- استهداف تجميع الأمة وحشد طاقاتها في عملية الإصلاح :

حيث تستهدف الجماعة : ” إصلاحاً شاملاً كاملاً تتعاون عليه قوي الأمة جميعاً وتتجه نحوه الأمة جميعاً .. ” . [رسالة المؤتمر السادس ]

10- أهمية استمرار الجماعة ، وضرورة التنظيم وتقويته :

انطلاقاً من الباعث الربانى لنشأة الجماعة وعملها لإعلاء كلمة الله في الأرض كلها ، ينبنى على ذلك أن تكون كافة ممارساتنا الجماعية نابعة من المنطلق التعبدى وأن يكون العمل الجماعى – وكذلك الجماعة – ليست غاية ولا وسيلة ، ولكنَّها فريضة ، وأنَّ الحاجة إلى الجماعة تظل قائمة ما دام التكليف الشرعى الباعث على إنشائها لتحقيق أهدافها لم ينتف .

ولا يتعارض هذا مع وجود حكومة وسلطة تنفيذ إسلامية ، فالجماعة داعمة لها مكملة لعملها وليست موازية أو معارضة ، حيث أن مراتب عملها تمتد إلى تحقيق أستاذية العالم ونشر دعوة الإسلام وإعلاء كلمة الله في الأرض  كلها .

يقول الإمام الشهيد :

– ” هذه منزلتكم , فلا تصغروا في أنفسكم , فتقيسوا أنفسكم بغيركم , أو تسلكوا في دعوتكم سبيلاً غير سبيل المؤمنين , أو توازنوا بين دعوتكم التي تتخذ نورها من نور الله ومنهاجها من سنَّة رسوله , بغيرها من الدعوات التي تبررها الضرورات , وتذهب بها الحوادث والأيام . [رسالة الإخوان تحت راية القرآن ]

– ” التكوين باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد وضم بعضها إلى بعض , والدعوة فيها خاصة ، لا يتصل بها إلا من استعد استعداداً حقيقياً لتحمل أعباء جهد طويل المدى كثير التبعات ، وأول بوادر الاستعداد كمال الطاعة ” . [ رسالة التعاليم ]

– ” ونظام الدعوة – في هذه المرحلة – صوفي بحت من الناحية الروحية , وعسكري بحت من الناحية العملية , وشعار هاتين المرحلتين دائماً ( أمر وطاعة ) من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج ” .  [ رسالة التعاليم ]

كما تمثل أركان البيعة ، أركان الارتباط التنظيمى لمن ينتسبون إليها .

11- التزام الشورى بآلياتها والمؤسسات التي تقوم بها :

ويكمل هذا المناخ الإيمانى والتجرد الخالص لدعوة الله .

12- تحرير الولاء للجماعة ، ولأهدافها الإسلامية ومنهاجها :

” إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة مبدأ ” .  [ رسالة دعوتنا ]

” إن هذه الدعوة لا يصلح لها إلا من حاطها من كل جوانبها و وهب لها ما تكلفه إياه من نفسه وماله ووقته وصحته ” .  [ رسالة دعوتنا ]

” فهذه الدعوة لا تقبل الشركة ، إذ أن طبيعتها الوحدة ، فمن استعد لذلك فقد عاش بها وعاشت به ” . [ رسالة دعوتنا ]

” وكونوا عمليين لا جدليين ، فإذا هدي الله قوماً ألهمهم العمل ، وما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ” . [ رسالة بين الأمس واليوم ]

” وتحابوا فيما بينكم ، واحرصوا كل الحرص علي رابطتكم فهي سر قوتكم وعماد نجاحكم ، واثبتوا حتى يفتح الله بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين ” . [ رسالة بين الأمس واليوم ].

13- احترام القيادة والإيمان بسمو الدعوة :

يقول الإمام الشهيد : ” واسمعوا وأطيعوا لقيادتكم في العسر واليسر والمنشط والمكره ، فهي رمز فكرتكم وحلقة الاتصال فيما بينكم .. ” . [ رسالة بين الأمس واليوم ]

ويقول أيضاً : ” وللقيادة في دعوة الإخوان حق الوالد بالرابطة القلبية , والأستاذ بالإفادة العلمية , والشيخ بالتربية الروحية , والقائد بحكم السياسة العامة للدعوة , ودعوتنا تجمع هذه المعاني جميعاً , والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات ” . [ رسالة التعاليم ]

وفى مذكرات الدعوة والداعية أشار الإمام الشهيد سعيد العرفى ، في التعامل مع أفراد خرجوا على الدعوة ، ألا تشغل الجماعة نفسها بهم ، فقد فقدوا احترام القيادة والإيمان

بسمو الدعوة وطهرها وقدسيتها .

14- الالتزام بمنهج الإمام البنا في التغيير والإصلاح :

” إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده ، ولست مخالفاً هذه الحدود ” . [ رسالة المؤتمر الخامس ]

” إن هذه الطريقة مهما طالت فليس هناك غيرها في بناء النهضات بناءً صحيحاً ” . [ رسالة إلى أي شيء ندعو الناس ]

” إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب ، فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال ، وخيرٌ له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلي غيرها من الدعوات ” . [ رسالة المؤتمر الخامس ]

” وهم لهذا لا يشتغلون في منهاج غير منهاجهم ولا يصلحون لدعوة غير دعوتهم ، ولا يصطبغون بلون غير الإسلام ، ومعاذ الله أن نكون في يوم من الأيام لغير دعوة القرآن وتعاليم الإسلام ” . [ رسالة المؤتمر السادس ]

” ودعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة ، ولا تنحاز إلى رأي عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة ، وهي تتوجه إلى صميم الدين ولبّه ” . [ رسالة دعوتنا ] .

15- تُشكل رسائل الإمام الشهيد المرجعية الفكرية للجماعة وأهدافها وضوابطها .